تجربتي مع الولادة القيصرية غير المتوقعة
تجربتي مع الولادة القيصرية غير المتوقعة
السلام عليكم و رحمة اللهكيف حالكن أمهات، أتمنى أن تكن بأفضل أحوالكن
في هذه التدوينة قررت أن أحكي قصتي مع أول تجربة لي مع الولادة، و السبب هو أنه أثناء حملي كنت أبحث كثيرا عن تجارب الأمهات في الولادة و كنت أود أن أعرف كيف عشن تلك التجربة و أعرف كل التفاصيل التي مررن بها لكي أكون على علم بما قد ينتظرني أنا أيضا. و بما أنني استفدت كثيرا من تلك التجارب أردت أنا كذلك أن أدون تجربتي علها تفيد الحوامل الجدد.
نهاية الحمل و بداية أعراض الولادة:
منذ بداية حملي قررت أن تكون ولادتي طبيعية وبفضل من الله تعالى مرت فترة حملي كلها بخير و يسر الحمد لله. في الشهر التاسع من الحمل زرت الطبيبة و أخبرتني أن رأس الجنين في الأسفل و أن حجمه ليس كبير وهي أشياء تبشر بولادة طبيعية. ثم قامت بتحديد موعد لكي أزورها في حالة لم أشعر بأعراض الولادة قبل هذا الموعد.
كنت أمشي كثيرا لمسافات طويلة و كنت أجلس في وضعية القرفصاء بنصيحة من طبيبتي لأنها تساعد على فتح الرحم و تسهيل الولادة. كما أنه قبل أسبوع من يوم الولادة و في نفس التوقيت تقريبا كنت أشعر بألم خفيف، تقلصات لبضع دقائق ثم تختفي.
في يوم الولادة، كنت قد مشيت بعد الظهر مسافة طويلة جدا، ثم بعد صلاة المغرب، شعرت بتقلصات أقوى من تلك التي كنت أشعر بها عادة في الأسبوع الأخير من الحمل، كأنها الم الدورة الشهرية و استمرت بدون توقف، ثم أخذت ورقة و قلم و بدأت أكتب التوقيت الذي تأتي فيه التقلصات و أكتب أمامه المدة التي استغرقتها. ثم بدأت ألاحظ أن التقلصات أصبحت منتظمة و متقاربة، حيث كان الفرق الزمني بين التقلصات يتناقص من خمسة عشرة دقيقة إلى أن أصبح الفرق ثلاث دقائق فقط، كما أن حدتها كانت تزداد، ثم فجأة انفجر كيس الماء و كانت الساعة حينها تشير إلى الثانية عشرة مساءا.
اتصلت بطبيبتي و أخبرتها أن كيس الماء قد انفجر فردت علي، وكان يبدو من صوتها أنها كانت نائمة (بصراحة، رغم الوضع الصعب الذي كنت فيه إلا أنني شعرت بالخجل لأنني أيقظتها من نومها) و قالت لي أن أذهب إلى العيادة. بالفعل، تفقدت أمي حقيبة الولادة و تأكدت من مستلزمات المولود الجديد و أيضا مستلزماتي ثم اتجهنا إلى العيادة بسيارة أختي.
ساعة الولادة:
عند وصولنا للعيادة استقبلتنا الممرضات بشكل جيد، ثم رافقتهن إلى قاعة الفحص حيث فحصتني إحداهن و أخبرتني أن الرحم مفتوح 4 سم. بعدها رافقتني إلى غرفة أخرى بها سرير و كنبة و حمام و دولاب ( قاعة الاستقبال). استلقيت على السرير ثم قامت الممرضة بتركيب المصل (المغذي) في وريد يدي اليسرى و كنت أشعر ببرودة المغذي و هي تمر في عروق يدي، أما جسمي فقد كان يرتعش من شدة التوتر.
بعد مرور مدة من الزمن، لا أذكر إن كانت نصف ساعة أو ساعة أو أكثر، لم أكن أعي كيف كان يمر الوقت، جاءت الممرضة و حقنت إبرة في المغذي ثم سألتها عنها ف قالت أنها تساعد على فتح الرحم (طلق صناعي) و خفت أن يزداد الألم لأنني قرأت تجارب الكثير من الأمهات بأن ألم الطلق الصناعي أشد بكثير من ألم الطلق الطبيعي، لكنني لم أشعر أبدا بازدياد الألم.
.
مر الوقت ( لا أتذكر كم مر من الوقت) ثم جاءت الممرضة مرة أخرى و قد كانت تجر كرسي متحرك، ثم قالت لي أننا سننزل إلى قاعة الولادة، غير أنني كنت أشعر أنه لم يحن وقت الولادة بعد... جلست في الكرسي ثم ركبنا المصعد متجهين نحو الأسفل إلى قاعة الولادة...
قاعة الولادة:
وصلنا إلى قاعة الولادة، كانت خضراء و كان المكيف قد ضبط على 30 درجة حرارية إلا أنني شعرت بالبرد. ساعدتني الممرضة على نزع بعض ملابسي ثم وضعت جهازا على بطني لمراقبة قلب الجنين... جاءت الطبيبة و طلبت مني أن أقوم بالدفع عند الشعور بالتقلصات. بالفعل، كلما شعرت بالتقلصات كنت أقوم بالدفع والممرضة تضغط على بطني، كانت تؤلمني لدرجة أنني كنت أمسك يدها كي أمنعها و كانت تقول لي أنها تساعدني... استمريت في الدفع ثم وصلت لمرحلة شعرت فيها بأنني أدفع بدون جدوى كما أن الممرضة المتني جدا بضغطها على بطني و أيضا سمعت الطبيبة تقول أن دقات قلب الجنين ضعيفة، فأخبرت الطبيبة بإصرار أنني أريد القيام بعملية قيصرية فوافقت. لكن أمي عندما سمعت بذلك رفضت و حاولت إقناعي بالعدول عن الفكرة لكن محاولتها باءت بالفشل، فقد كنت مصرة على القيصرية...
غرفة العمليات:
توجهنا لغرفة العمليات، كانت مقابلة لقاعة الولادة، جلست فوق السرير بانتظار أخصائي التخدير أن يحقن
إبرة الظهر، عندها أحسست أن تقلصات صارت أشد كأنها زلزال و لازلت أتذكر أنني قلت في نفسي بأنه الان فقط حان وقت الولادة و أن الطبيبة تسرعت في إدخالي لقاعة الولادة لأن الوقت لم يحن بعد، لكنني قد استنزفت و لم تعد لدي القوة لتكرار السيناريو الذي وقع في قاعة الولادة و قلت أن القيصرية أرحم لي... بعد حقن إبرة الظهر لم أعد أشعر بأي ألم لكني كنت أرتعش بقوة بسبب التوتر و أيضا مفعول المخدر. كان الطاقم الطبي يتحدثون و يمزحون معي أثناء العملية... مرت بضع دقائق حيث كانت الساعة تشير إلى الرابعة صباحا فإذا بي أسمع صوت صغيرتي و هي تبكي... كان شعورا جميلا... أخبرتني الطبيبة ضاحكة أنها فتاة و أنها لا تشبهني، أما أنا فاستمريت بالابتسام. أحضرت الممرضة ابنتي قبلتها ثم أخذتها لأمي. أتممت الطبيبة العملية و قد أخبرتني الممرضة لاحقا أن الطبيبة عملت لي خياطة تجميلية، ثم نقلوني إلى غرفة الاستقبال...
أول 24 ساعة بعد الولادة:
في غرفة الاستقبال، نقلوني إلى السرير ثم وضعت الممرضة كيس الرمل فوق بطني يزن تقريبا 10 كيلو، لم أشعر بشيء و لم أسألها عن وظيفة هذا الكيس لكني قرأت في بعض الصفحات على الأنترنت أنه يفيد في تجنب أن تأخذ أعضاء البطن (الأمعاء، الكبد،...) مكان الجنين و أيضا يساعد البطن على استرجاع شكله و قرأت أيضا أنه يساعد على تجنب حدوث فتق جراحي. و لقد حدث لي موقف طريف، حيث وضعت يدي على رجلي و لم أشعر بها لأنها لازالت مخدرة... كان شعورا غريبا...
بعد مرور ساعة تقريبا بدأ مفعول المخدر يختفي، بدأت أحرك أصابع رجلي ثم ركبتي ثم وركي بالتدريج و عندها بدأت أشعر بألم العملية ... طلبت من الممرضة أن تعطيني مهدئ لأن الألم كان مزعجا، فقامت بحقن المهدئ في المصل، لكن تأثيره لم يكن قويا، و استمر الألم لمدة 24 ساعة.
الوقوف لأول مرة بعد العملية القيصرية
في الصباح جاءت الممرضات لكي يساعدنني على الوقوف، لكنني كنت أرضع ابنتي كما أنني لم أكن مستعدة ثم عاودن المجيء بعد العصر. ساعدتني الممرضة على الجلوس و بعدها على الوقوف ثم بدأت أمشي في الغرفة بمساعدة الممرضات، لم أشعر بأي ألم (عكس ما سمعته من المقربين و من اليوتيوبرز بأن أصعب مرحلة في العملية القيصرية هي مرحلة الوقوف بعد العملية)، لم أشعر بأي ألم لكن كنت خائفة من أن أقوم بحركة تؤذي جرح العملية.مرت ثلاث أيام في المصحة، ثم انتقلت إلى المنزل و كانت الممرضة تاتي كل يوم كي تعطيني حقنة مضادة للتخثر، لمدة أسبوع، و كانت تغير لي الضماد يوم بعد يوم.
الأكل بعد العملية القيصرية
بالطبع بعد العملية لم آكل شيء لمدة 24 ساعة و في اليوم الثاني و الثالث استمريت على مشروب اللويزة (المليسة) بالحليب و حساء الخضر.كنت آكل كميات صغيرة لأنني كنت أعاني من الإمساك لكنني تخلصت منه بتناول حبوب الفحم المنشط (6 حبات في اليوم) و بعدها صرت أتناول الطعام بحرية.
الغازات بعد العملية القيصرية
بعد العملية لم أستطع التخلص من الغازات حتى اليوم الثالث بالرغم من أنني كنت أتمشى لأن ذلك يساعد على التخلص منها.بعد مرور أسبوعين على الولادة:
أخبرتني الطبيبة أن أزورها بعد 10 أيام لكي تقوم بإزالة الغرز أو القطب، لكن لسبب ما زرتها بعد أسبوعين و عملت لي السونار و تأكدت أن كل شيء بخير ثم قامت بقطع الغرز الجانبية فقط (غرزتين واحدة في اليمين و الاخرى في اليسار لم أشعر بأي ألم) أما الغرز الأخرى فتمت باستعمال خيط قابل للتحلل.أعطتني كريم يساعد على شفاء الجرح، و نصحتني بأن أربط بطني باستخدام ثوب غير مطاط بدون أن أشد كثيرا ثم بعد مرو الوقت يمكنني استعمال المشد الطبي.
هذه كانت تجربتي مع الولادة القيصرية، كانت تجربة مثيرة مليئة بمشاعر جديدة و مختلطة، و في الأخير نحمد الله الذي بفضله ييسر كل أمر ظنناه عسير.
موضوع ذو صلة: روتين استحمام ابنتي من الولادة إلى الشهر التاسع
تعليقات
إرسال تعليق